عملية أطفال الأنابيب (IVF) تقنية مساعدة للإنجاب شهدت نموا وتوسعا كبيرا حول العالم خلال السنوات الماضية. تساعد هذه الطريقة الأزواج الذين يواجهون مشكلة في الحمل أو يعانون من أمراض الأعضاء التناسلية. مع ذلك نظرا إلى العملية الخاصة لهذه الطريقة العلاجية قد يطرح المرضى أسئلة مثل: هل يشبه أطفال الأنابيب والديهم؟ للإجابة على هذا السؤال سنشرح بعض التفاصيل المفيدة في هذه المقالة فتابعونا حتى النهاية.
ما هي عملية أطفال الأنابيب؟
قبل أي شيء لازم نعرف أنه ما هي عملية أطفال الأنابيب؟ يشير مصطلح أطفال الأنابيب (IVF) إلى تخصيب البويضات في بيئة مخبرية. في الواقع تعد هذه العملية التي تعرف باسم الإخصاب في المختبر طريقة لعلاج العقم لدى الأزواج الذين لم يتمكنوا من الإنجاب لعدة سنوات أو الذين يعانون من أمراض تتعلق بالجهاز التناسلي.
في هذه الطريقة يتما استخراج بويضات أنثوية ناضجة من المبيضين ثم يتم دمجها مع الحيوانات المنوية الذكرية في طبق مختبري للتلقيح. أخيرا يتم نقل الأجنة المكونة (البويضات الملقحة) إلى الرحم بعد نموها الناجح لتحقيق الحمل.
ما دور الوراثة في تشابه الأطفال مع آبائهم؟
يعد دور الوراثة في تشابه الأطفال مع آبائهم مسألة جوهرية وحاسمة. فالجينات بمثابة خريطة طريق تنقل الخصائص الجسدية بل وحتى بعض السمات السلوكية من جيل إلى جيل. يتلقى كل شخص نصف جيناته من أمه والنصف الآخر من أبيه لذا فإن تضافر هذه المعلومات الجينية يؤدي إلى تشابه الطفل مع كلا الوالدين.
يتأثر لون الشعر ولون العينين وشكل الأنف والطول وحتى بعض المواهب الفطرية بالجينات. بالطبع ليس من الممكن دائما التنبؤ بكيفية تضافر الجينات، فقد يشبه الطفل أمه أكثر أو يرث الصفات السائدة من والده. بالإضافة إلى المظهر تلعب الوراثة دورا مهما في بعض الخصائص الصحية وقابلية الإصابة بالأمراض. مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الجينات ليست سوى جزء من القصة إذ يمكن للعوامل البيئية والجينية أن تؤثر أيضا على ظهور هذه الخصائص.
بشكل عام تشكل الجينات أساس التشابه بين الوالدين والأبناء وهذا ما يفسر لماذا حتى مع علاجات العقم مثل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري، لا يزال الطفل يشبه والديه جسديا ووراثيا.
هل يشبه أطفال الأنابيب والديهم؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نقول: نعم. عادة ما يشبه الأطفال المولودون عبر عملية أطفال الأنابيب والديهم لأن العملية تعتمد على الحيوانات المنوية والبويضات من الوالدين وبالتالي لا تتغير جينات الطفل.
في الواقع عملية أطفال الأنابيب هي مجرد تقنية إنجابية مساعدة تمكن من حدوث الإخصاب في المختبر ولا تؤثر على التركيب الجيني أو الصفات الوراثية بأي شكل من الأشكال. وكما هو الحال في الحمل الطبيعي يتلقى الطفل نصف جيناته من الأم والنصف الآخر من الأب مما يحدد السمات التي سينمو عليها مثل لون العينين وشكل الوجه والطول.
بالطبع وكما هو الحال في الحمل الطبيعي قد يشبه الطفل أحد الوالدين أو كليهما. فقط عند استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات من متبرع تقل أو تزال التشابهات الجينية مع الوالدين لأن الجينات تنتقل إلى الطفل من شخص آخر.
لذلك في الحالات التي تنتمي فيها الخلايا الجنسية للوالدين لا يختلف طفل الأنبوب عن الطفل المولود طبيعيا ويظل محتفظا بالتشابه العائلي المعتاد في المظهر.
ما الفرق بين أطفال الأنابيب وأطفال الحمل الطبيعي؟
تعتبر عملية أطفال الأنابيب تقنية مساعدة على الإنجاب ولا يعني التلقيح غير الحقيقي. للأسف يعتقد بعض غير المطلعين أن الأطفال المولودين عبر عملية أطفال الأنابيب ليسوا طبيعيين لأنهم نتيجة خبرة وفحوصات الأطباء.
بما أن الحمل عبر أطفال الأنابيب يبدأ في المختبر يعتقد الناس أن الأطفال المولودين بهذه الطريقة يختلفون عن الأطفال الطبيعيين. حتى أن بعض الناس العاديين يسألون هل يشبه أطفال الأنابيب والديهم؟ لأنهم يعتقدون أن الأطفال المولودين عبر أطفال الأنابيب لا ينتجون عن جماع وأنهم خضعوا لإشراف أطباء أو عمليات جراحية متخصصة ولذلك يختلفون عن الأطفال الطبيعيين.
الواقع بعيد كل البعد عن هذه الأفكار والآراء. قد تختلف عملية أطفال الأنابيب عن الجماع الطبيعي لكن الأطفال المولودين بهذه الطريقة يتمتعون بنفس الخصائص والقدرات العقلية أو الجسدية التي يتمتع بها الأطفال الطبيعيون. في الواقع من المستحيل التمييز بين الأطفال المولودين عبر أطفال الأنابيب والأطفال الآخرين المولودين عبر الجماع الطبيعي.
يمكن القول إن الفرق الوحيد بين أطفال الأنابيب والأطفال المولودين طبيعيا يكمن في عملية الإخصاب والتي تختلف في كلتا الطريقتين. في الواقع كما ذكرنا في عملية أطفال الأنابيب يتم جمع البويضات والحيوانات المنوية في بيئة مخبرية بينما في الحمل الطبيعي يحدث الإخصاب طبيعيا في قناتي فالوب.
ما دور بيئة الرحم والعوامل فوق الجينية في تشابه الطفل مع والديه؟
تعد بيئة الرحم والعوامل الوراثية هامة جدا في مظهر الطفل وخصائصه مع أن الأساس الرئيسي للتشابه بين الطفل ووالديه يأتي من الوراثة. يشير علم الوراثة إلى التغيرات التي تؤثر على آلية عمل الجينات دون تغيير البنية الأساسية للحمض النووي (DNA). يمكن أن تحدث هذه التغيرات نتيجة عوامل بيئية مثل تغذية الأم ومستويات الهرمونات ومستويات التوتر أو حتى جودة بيئة الرحم.
لهذا السبب قد يبدو طفلان يحملان نفس الجينات أو يختلفان في خصائصهما قليلا بسبب اختلاف ظروف الحمل. على سبيل المثال يمكن أن تؤثر تغذية الأم وصحتها على النمو السليم للجنين وحتى لون بشرته أو وزنه عند الولادة. لذلك على الرغم من أن الوراثة هي الأساس الرئيسي لتشابه الطفل مع والديه إلا أن بيئة الرحم والعوامل الوراثية تعمل كطبقة تنظيمية ويمكنها تغيير شدة أو كيفية ظهور بعض الخصائص الموروثة.
هل يؤثر استخدام الأمشاج المتبرع بها على تشابه الطفل مع والديه؟
يتساءل الكثيرون عما إذا كانت الحيوانات المنوية أو البويضات المتبرع بها تستخدم في عملية أطفال الأنايب، فهل يشبه أطفال الأنابيب والديهم؟ من البديهي أن المقصود بالوالدين هنا هو الوالدين المسؤولين عن تربية الطفل، وليس متبرعي الحيوانات المنوية والبويضات.
للإجابة على هذا السؤال جدير بالذكر أن استخدام البويضات أو الحيوانات المنوية المتبرع بها يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مدى تشابه الطفل مع والديه. عادة يتلقى الطفل نصف جيناته من أمه والنصف الآخر من والده ولذلك يكون مظهره وخصائصه الجينية مزيجا من كلا الوالدين. مع ذلك إذا استخدمت حيوانات منوية أو بويضات من شخص آخر في عملية أطفال الأنابيب فإن جينات ذلك الشخص تنتقل إلى الطفل ونتيجة لذلك تقل أو حتى تختفي التشابهات الجينية والمظهرية بين الطفل ووالديه.
على سبيل المثال في حال استخدام بويضة متبرع بها لن يكون للأم الحامل دور وراثي في الطفل لكنها ستظل تؤثر على نموه وخصائصه الجينية من خلال بيئة رحمها. كذلك في حال استخدام الحيوانات المنوية المتبرع بها لن يكون الطفل مشابها وراثيا للأب. لذلك يعد نوع الأمشاج المستخدمة هو المحدد الرئيسي للتشابه الجيني للطفل.
ما هي الظنون الخاطئة الشائعة حول تشابه شكل أطفال الأنابيب مع والديهم؟
من الظنون الشائعة حول أطفال الأنابيب أنهم لايشبهون والديهم كثيرا بل يعتبرون أطفال مختبر! أما فهل يشبه أطفال الأنابيب والديهم أخيرا؟ للإجابة علينا القول إن كل هذه ظنون فقط والواقع عكس ذلك تماما. فعندما تكون البويضة والحيوانات المنوية للوالدين لا يختلف طفل الأنبوب وراثيا عن الطفل المولود طبيعيا بل يرث نفس المظهر والخصائص العائلية.
من الظنون الأخرى أن عملية أطفال الأنابيب قد تغير الجينات أو تجعل الطفل مختلفا، بينما في الواقع يساعد هذا الإجراء فقط على الإخصاب وبدء الحمل ولا يغير المحتوى الجيني.
يعتقد البعض أيضا أن جميع أطفال الأنابيب متشابهون في الشكل أو المظهر ولكن كغيرهم من الأطفال يحمل كل طفل مزيجا فريدا من الجينات من والديه. وتعود هذه الظنون الخاطئة في الغالب إلى قلة الوعي العام.
هل تغير عملية أطفال الأنابيب التشابه الجيني للطفل مع والديه؟
لا تغير عملية أطفال الأنابيب التشابه الجيني للطفل مع والديه لأن أساس هذه العملية هو فقط مساعدة الإخصاب وبدء الحمل. فللإجابة على سؤال “هل يشبه أطفال الأنابيب والديهم” يجب أن نقول في هذه الطريقة يتم دمج بويضة الأم مع الحيوان المنوي للأب في المختبر ويتكون الجنين، تماما كما يحدث في الحمل الطبيعي في جسم الأم. لهذا السبب تكون جينات الطفل هي نفس التركيبة التي تنتقل طبيعيا من الوالدين إليه كما تتشكل سماته المظهرية أو السلوكية أو الصحية بناء على هذه الجينات.
لذلك لا يختلف الطفل الناتج عن عملية أطفال الأنابيب من حيث التشابه الجيني عن الطفل الناتج عن الحمل الطبيعي. الاستثناء الوحيد هو عند استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات من متبرع. في هذه الحالة ينخفض التشابه الجيني مع الوالدين اللذين لم يتم استخدام أمشاجهما. وإلا فإن أطفال الأنابيب هي مجرد تقنية مساعدة على الإنجاب ولا تغير الجينات.
الخاتمة
في هذه المقالة حاولنا الإجابة على سؤال هل يشبه أطفال الأنابيب والديهم؟ في الواقع من الظنون الخاطئة أن أطفال الأنابيب لا يشبهون والديهم لأن أجنتهم تُكون في المختبر أو أنهم جميعا متشابهون. فهم يرثون سلوكيات ومظهر والديهم، تماما مثل الأطفال المولودين طبيعيا. الفرق الوحيد بين أطفال الأنابيب والأطفال المولودين طبيعيا يكمن في طريقة تكوين الجنين وحمل الأم، حيث يتكون جنين أطفال الأنابيب في بيئة مخبرية ثم يُنقل إلى رحم الأم، بينما في الحمل الطبيعي تتكون الأجنة من خلال الجماع بين الأب والأم.
أخيرا نأمل أن يكون هذا المقال مفيدا لقرائنا الكرام. يسعى فريق كرفول تريب المتخصص في إنتاج المحتوى دائما إلى توفير أحدث المواضيع وإثراء معلومات القراء. يمكنكم الاطلاع على بقية مقالاتنا من خلال زيارة موقعنا وشكرا لكم.
المصادر
- https://www.mayoclinic.org/: In vitro fertilization (IVF)
- https://english.elpais.com/: The genetic labyrinth that explains family resemblance
- https://vardaanmedicalcenter.com/: How is an IVF Child Different from a Normal Child?
- https://ovogenebank.com/: Will The Baby Look Like Me When Using A Donor Egg?
- https://www.gangalaxmiivf.com/: Do IVF babies look like their parents?