
التبرع بالبويضات إجراء طبي يهدف إلى مساعدة نساء وأزواج يواجهون صعوبة في الحمل وذلك من خلال توفير بويضات سليمة تُستخدم في علاجات الإخصاب تحت إشراف متخصصين. تمر المتبرعة بعدة خطوات تشمل الفحوصات الأولية وتناول أدوية لتحفيز المبيض، ثم سحب البويضات في عيادة متخصصة.
أما كثير من النساء اللواتي يفكرن في التبرع فيطرحن سؤالا مهما: ماذا يجب أن أفعل أثناء عملية التبرع بالبويضات؟ الإجابة المختصرة هي: اتباع تعليمات الفريق الطبي بدقة وحضور مواعيد المتابعة والالتزام بالأدوية في أوقاتها والانتباه للجسم وأي أعراض غير معتادة وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة. فهذه الخطوات الأساسية تساعد غالبا في مرور العملية بأمان وراحة أكبر.
في هذا المقال نشرح هذه النقاط بلغة واضحة وسهلة مع التذكير بأن المعلومات الواردة عامة ولا تغني عن استشارة الطبيب أو المركز المتخصّص الذي يشرف على حالتك.
لمحة عن مراحل التبرع بالبويضات
تمر المتبرعة عادة بثلاث مراحل رئيسية يهدف كل منها إلى التأكد من سلامتها وضمان نجاح العملية. تبدأ المراحل بالتقييم الأولي ثم فترة التنشيط الهرموني وتنتهي بإجراء سحب البويضات في العيادة.
التقييم الطبي الأولي
في هذه المرحلة، يطلب الفريق الطبي مجموعة من الفحوصات للتأكد من أن المتبرعة تتمتع بصحة جيدة وأن التبرع مناسب لها. تشمل الفحوصات عادة تحاليل دم أساسية وفحوصات للأمراض المعدية وصورا بالموجات فوق الصوتية لفحص المبيضين والرحم. كما يتم أخذ التاريخ الصحي والعائلي للتأكد من عدم وجود مشاكل قد تؤثر في العملية.
مرحلة التنشيط الهرموني
بعد الموافقة على التبرع تبدأ المتبرعة في تناول أدوية هرمونية تساعد المبيض على إنتاج عدد أكبر من البويضات خلال دورة واحدة. تحتاج المتبرعة خلال هذه الفترة إلى مراجعة العيادة عدة مرات لإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية وتحاليل دم تتابع تطور البويضات والاستجابة للدواء. هذه الزيارات ضرورية لضبط الجرعات ولضمان أن العملية تسير بشكل آمن.
سحب البويضات
عندما تصل البويضات إلى الحجم المناسب يحدد الأطباء موعد سحبها. يتم هذا الإجراء في العيادة وغالبا تحت تخدير خفيف أو مهدّئ بسيط. يستخدم الطبيب إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية لسحب البويضات من المبيض. يستغرق الإجراء وقتا قصيرا ثم تبقى المتبرعة فترة قصيرة في غرفة المراقبة قبل العودة إلى المنزل.
ما يجب فعله أثناء دورة التنشيط الهرموني
تحصل المتبرعة خلال فترة التنشيط الهرموني على أدوية تساعد المبيض على إنتاج عدد أكبر من البويضات. خلال هذه المرحلة قد تتساءل المتبرعة مرة أخرى: ماذا يجب أن أفعل أثناء عملية التبرع بالبويضات؟ فهذه الفترة تحتاج التزاما واضحا بالأدوية والمراجعات.
- الالتزام بوقت الأدوية: من المهم أخذ الأدوية في مواعيدها الدقيقة ووفق الجرعة المحددة وفي حال نسيان جرعة أو وجود أي شك يُفضل التواصل مباشرة مع الفريق الطبي.
- حضور مواعيد المتابعة: خلال هذه الفترة، يتم إجراء فحوصات دم وتصوير بالموجات فوق الصوتية لمعرفة استجابة المبيض. هذه المواعيد أساسية لضبط العلاج وعدم التعرض لأي مشكلة.
- العناية بنمط الحياة: يُنصح بأخذ قسط كاف من النوم وشرب كمية كافية من الماء والابتعاد قدر الإمكان عن المنبهات، مع تناول طعام متوازن يساعد الجسم على تحمل التغيرات الهرمونية.
- تجنب النشاط البدني الشديد: بسبب حساسية المبيض خلال هذه الفترة يُفضل تجنب الرياضات العنيفة أو أي نشاط قد يسبب ألما أو إزعاجا.
- تجنب الحمل غير المقصود: ترتفع الخصوبة خلال التنشيط لذلك يُنصح بتجنب الجماع أو اتباع وسيلة مناسبة لمنع الحمل بحسب ما يوضحه الطبيب.
- الانتباه للحالة النفسية: من الطبيعي حدوث تقلبات بسيطة في المزاج. الحديث مع شخص مقرّب أو طلب دعم عند الحاجة قد يساعد كثيرا.
يوم سحب البويضات
قد يعود السؤال إلى ذهنك في يوم السحب: ماذا يجب أن أفعل أثناء عملية التبرع بالبويضات؟ هنا يكون الالتزام بالتعليمات الطبية قبل الإجراء وبعده هو الأهم. عندما تصبح البويضات جاهزة، يحدد الطبيب موعد سحبها. عادة يكون هذا اليوم قصيرا وسهلا لكنه يحتاج بعض التحضير والالتزام بالتعليمات.
قد يطلب الفريق الطبي الامتناع عن الطعام والشراب لعدة ساعات قبل الموعد خاصة إذا كان السحب تحت تخدير خفيف. لذلك من المهم اتباع التعليمات كما هي من دون تغيير. يُفضل الوصول قبل الوقت بقليل وإبلاغ الفريق الطبي بأي أعراض غير معتادة. يكون وجود مرافق غالبا مفيدا لأن القيادة بعد الإجراء قد لا تكون مناسبة. يتم سحب البويضات عن طريق إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية ويستغرق الإجراء عادة فترة قصيرة. تكون المتبرعة مرتاحة بسبب التخدير الخفيف أو المهدئ الذي يجعل العملية أسهل. بعد السحب تبقى المتبرعة لفترة قصيرة في غرفة المراقبة للاطمئنان على حالتها. من الطبيعي الشعور ببعض المغص أو الانتفاخ الخفيف وغالبا يزول خلال يوم أو يومين.
علامات تستدعي مراجعة الطبيب فورا!
بعد التبرع بالبويضات تمرّ أغلب المتبرعات بفترة تعافٍ بسيطة لا تتجاوز بضعة أيام. لكن من المهم الانتباه لبعض العلامات التي قد تشير إلى مشكلة تحتاج اهتماما طبيا سريعا. معرفة هذه العلامات تساعد المتبرعة على التصرف في الوقت المناسب والحفاظ على سلامتها.
- أولا: ألم شديد أو متزايد في البطن
قد يحدث بعض الألم الخفيف بعد السحب وهو طبيعي. لكن إذا أصبح الألم قويا أو ازداد مع الوقت بدلا من أن يتحسن فيجب التواصل مع الطبيب. قد يشير الألم الشديد أحيانا إلى تهيج كبير في المبيض أو مشكلة أخرى تحتاج فحصا.
- ثانيا: انتفاخ كبير في البطن أو صعوبة في التنفس
يعد الانتفاخ الخفيف أمرا متوقعا لكن الانتفاخ الشديد خصوصًا إذا ترافق بصعوبة في التنفس أو شعور بالامتلاء الشديد قد يكون علامة على متلازمة فرط تنشيط المبيض وتحتاج هذه الحالة متابعة فورية.
- ثالثا: غثيان أو قيء مستمر
إذا كان الغثيان بسيطا ومتقطعا فهو غالبا مؤقت. لكن الغثيان أو القيء الذي يستمر لساعات طويلة أو يمنع المتبرعة من الأكل والشرب يتطلب مراجعة طبية لتقييم السبب وتجنب الجفاف.
- رابعا: نزيف مهبلي غزير
من الطبيعي حدوث نزيف خفيف يشبه التبقع بعد الإجراء. لكن إذا كان النزيف شديدا أو ترافق مع دوار أو ضعف عام فيجب التواصل مع العيادة أو الذهاب للطوارئ.
- خامسا: حرارة مرتفعة أو قشعريرة
قد يشير ارتفاع الحرارة بعد يوم أو يومين من السحب إلى وجود عدوى تحتاج علاجا سريعا. لذلك يجب الإبلاغ عن أي حرارة غير مبررة.
- سادسا: دوار قوي أو شعور بالإغماء
قد تدل هذه الأعراض على أمر يحتاج تقييما طبيا خصوصا إذا حدثت بشكل مفاجئ أو متكرر.
* للانتباه: من الأفضل دائما أن تتصل المتبرعة بالعيادة عند ظهور أي عرض غير مألوف أو مقلق حتى لو لم تكن متأكدة من شدته. الاطمئنان خطوة أساسية والفريق الطبي موجود للإجابة عن الأسئلة وتقديم المساعدة في أي وقت.
الدعم النفسي والجوانب القانونية
قد يرافق بعض الضغط النفسي عملية التبرع بالبويضات لذلك من الطبيعي أن تشعر المتبرعة بمزيج من الراحة والتوتر. قد تؤثر التغيرات الهرمونية في المزاج ولهذا يفيد كثيرا الحديث مع صديقة مقرّبة أو أخصائي نفسي إذا ظهر أي قلق أو تعب عاطفي.
أما من الناحية القانونية فالقوانين تختلف بين بلد وآخر سواء في شروط التبرع أو مسألة التعويض أو الحفاظ على الهوية. لذلك من المهم معرفة القواعد المعمول بها في البلد وقراءة الأوراق التي يقدمها المركز الطبي بعناية قبل البدء. يساعد فهم الحقوق والواجبات ومعرفة كيفية استخدام البويضات وحفظ البيانات المتبرعة على الشعور بالاطمئنان واتخاذ قرار واضح ومرتاح.
ما بعد الكلمات
حاول هذا المقال أن يقدم إجابة واضحة عن السؤال: ماذا يجب أن أفعل أثناء عملية التبرع بالبويضات؟ فالتبرع بالبويضات تجربة مهمة يمكن أن تمنح آخرين فرصة حقيقية للإنجاب لكنها تتطلب فهما جيدا لمراحلها وما تحتاجه من متابعة والتزام. تمر المتبرعة خلال العملية بالفحوصات والتنشيط الهرموني ثم سحب البويضات مع أهمية الانتباه للجسم والتواصل المستمر مع الفريق الطبي لضمان سلامة التجربة. كما يساعد فهم الجوانب النفسية والقانونية على اتخاذ قرار هادئ وواضح.
هذا وجدير بالذكر أن هناك مراكز متخصصة تقدم خدمات احترافية في هذا المجال مثل مركز مام لـ أطفال الأنابيب في إيران وهو مركز يعمل في مجال علاج العقم وإجراءات التخصيب تحت إشراف فرق طبية متخصصة. كما تتعاون معه وكالة كرفول تريب الدولية التي توفر للمرضى من مختلف الدول استشارات دقيقة وخدمات تنظيمية وطبية تساعدهم على متابعة العلاج بسهولة ووضوح. في النهاية يبقى قرار التبرع شخصيا ويُفضل اتخاذه بعد الحصول على المعلومات الكافية واستشارة الجهات الطبية الموثوقة.
المصادر
- https://www.reproductivefacts.org/: Egg Donation
- https://patriotconceptions.com/: Egg Donation – the good, the bad and the ugly
- https://www.uhcw.nhs.uk/: Egg Donation – The Gift of Life
- https://ngc.clinic/en: Is Egg Donation Painful?
- https://services.nhslothian.scot/: Information for Prospective Egg Donors