يُطلق مصطلح العقم على تأخر حدوث الحمل رغم المحاولات المنتظمة على مدى فترة معينة ويعد مشكلة شائعة تمس النساء والرجال على حد سواء. لا يعني العقم بالضرورة استحالة الإنجاب بل يشير غالبا إلى وجود عوامل قد تعيق حدوثه أو تؤخره.
لدى النساء قد يظهر العقم نتيجة اضطرابات الإباضة أو مشاكل في قناتي فالوب أو تغيرات في بطانة الرحم أو بسبب التقدم في العمر الذي يؤثر في جودة البويضات. أما لدى الرجال فتشمل عوامل العقم الشائعة انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها إضافة إلى بعض العوامل الهرمونية أو البنيوية. هذا وقد توجد أيضا عوامل مشتركة تتعلق بنمط الحياة أو الحالة الصحية العامة وتؤثر على الخصوبة لدى الطرفين معا.
اقرأوا عن:
ما هو العقم؟
يُعرف العقم بأنه عدم حدوث الحمل بعد مرور فترة من المحاولات المنتظمة وغالا ما يتم تحديد هذه الفترة بنحو عام كامل عند الأزواج الأصغر سنا مع الإشارة إلى أن بعض المنظومات الصحية تعتمد مددا مختلفة قليلا تبعا للعمر والحالة. يمثل العقم حالة طبية يمكن أن تصيب المرأة أو الرجل وقد تكون ناتجة عن عامل واحد أو عدة عوامل متداخلة. تُفرّق هذه المشكلة عادة بين نوعين رئيسيين:
- العقم الأولي: عندما لا يسبق تأخر الحمل أيّ حمل سابق.
- العقم الثانوي: عندما يحدث تأخر الحمل بعد حمل سابق سواء انتهى بولادة أو بغيرها.
من المهم فهم أن العقم ليس حالة نادرة، بل هو مشكلة صحية عالمية شائعة وتعود أسبابه إلى عوامل متنوعة تشمل جوانب هرمونية أو تشريحية أو وراثية أو مرتبطة بنمط الحياة وقد يظل السبب غير معروف في نسبة من الحالات رغم الفحوصات.
اقرأوا عن:
ما هي عوامل العقم لدى النساء؟
تختلف العوامل التي قد تؤثر في الخصوبة لدى النساء إلا أن أكثرها شيوعا يرتبط بعمليات الإباضة أو بطبيعة عمل الجهاز التناسلي أو ببعض التغيرات الهرمونية.
- اضطرابات الإباضة: تعد من أبرز عوامل العقم لدى النساء وهي حالات لا تخرج فيها البويضة بشكل منتظم. قد تتعلق هذه الاضطرابات بعوامل هرمونية أو بحالات صحية تؤثر في انتظام الدورة الشهرية.
- مشاكل قناتي فالوب: يمكن أن تَحدث عندما تتعرض قناتا فالوب لانسداد أو تلف مما يعيق التقاء البويضة بالحيوان المنوي. قد ينشأ ذلك عن التهابات سابقة في منطقة الحوض أو مشاكل أخرى في القنوات.
- بطانة الرحم المهاجرة: هي حالة تنمو فيها أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج موضعها الطبيعي وقد تؤثر في الخصوبة من خلال تأثيرها على المبايض أو القنوات أو بيئة الحوض عموما.
- العمر وجودة البويضات: يؤثر التقدم في العمر في مخزون البويضات وجودتها. مع ازدياد العمر تقل احتمالات حدوث الحمل لدى العديد من النساء وذلك لاعتبارات بيولوجية طبيعية.
- العوامل الهرمونية: قد تطرأ لدى بعض النساء تغيرات في مستويات الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية والإباضة مما يؤدي إلى اضطراب العملية التناسلية.
جدير بالذكر أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني حتما العقم، فالتشخيص الدقيق يعتمد على متابعة طبية متخصصة كما أن الحالات تختلف من امرأة إلى أخرى.
اقرأوا عن:
ما هي عوامل العقم لدى الرجال
تتعلق الخصوبة لدى الرجال بقدرة الجسم على إنتاج حيوانات منوية سليمة وبأعداد كافية إضافة إلى قدرتها على الحركة والوصول إلى البويضة وقد تتداخل عوامل مختلفة في التأثير في هذه الجوانب.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف جودتها: يعد هذا العامل من أكثر عوامل العقم شيوعا عند الرجال. قد ينخفض العدد أو تتراجع الحركة أو تتأثر البنية وكل ذلك يمكن أن يقلل من قدرة الحيوان المنوي على الوصول إلى البويضة.
- مشاكل الخصيتين: قد تؤثر بعض المشاكل البنيوية أو الالتهابات أو الإصابات في الخصيتين على عملية إنتاج الحيوانات المنوية فينعكس ذلك على الخصوبة.
- العوامل الهرمونية: تتحكم هرمونات معينة في إنتاج الحيوانات المنوية وقد يؤدي اختلالها إلى ضعف الإنتاج أو عدم انتظامه.
- التعرض لدرجات الحرارة العالية أو الملوثات: تُظهر الدراسات أن التعرض المفرط للحرارة مثل الحرارة الصادرة من بعض البيئات أو الاستخدام المفرط للحمامات الساخنة يمكن أن يؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية. كما أن بعض الملوثات البيئية قد يكون لها تأثير مشابه.
- العوامل الوراثية والبنيوية: قد تساهم بعض الحالات الوراثية أو الاختلافات التشريحية في التأثير في الخصوبة لدى الرجال وذلك عبر تأثيرها في إنتاج الحيوانات المنوية أو انتقالها.
هذا ومثلما هو الحال لدى النساء فإن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة وجود عقم مؤكد. فالحالات تختلف بين الأفراد ولا يمكن الجزم بالتشخيص من دون تقييم متخصص.
اقرأوا عن:
عوامل العقم المشتركة بين الزوجين
إضافة إلى العوامل الخاصة بكل من الرجل والمرأة توجد عوامل عقم مشتركة قد تؤثر في الخصوبة لدى الطرفين معا. غالبا ما ترتبط هذه العوامل بنمط الحياة أو بالحالة الصحية العامة وقد تسهم بدرجات مختلفة في تقليل فرص حدوث الحمل.
- السمنة ونقص الوزن الشديد: أظهرت الدراسات أن الزيادة المفرطة في الوزن أو النقص الشديد قد يؤثران في التوازن الهرموني ووظائف الجهاز التناسلي لدى الرجال والنساء على حدّ سواء مما قد يؤثر في الخصوبة.
- التدخين: يرتبط التدخين بانخفاض جودة الحيوانات المنوية عند الرجال كما يؤثر في صحة المبايض والهرمونات لدى النساء ويعد من العوامل المشتركة الأكثر شيوعا في التأثير في القدرة على الإنجاب.
- التوتر المستمر: يمكن أن يؤثر التوتر المزمن في بعض الهرمونات المرتبطة بالخصوبة كما ينعكس على نمط الحياة والنوم والراحة وهي جميعها عوامل ترتبط بفرص حدوث الحمل.
- بعض الحالات الصحية العامة: قد تسهم أمراض معينة مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري غير المنضبط أو التهابات معينة في التأثير على الخصوبة لدى الرجال والنساء معا وذلك عبر تأثيرها في الهرمونات أو وظائف الجهاز التناسلي أو الصحة العامة.
- الأدوية أو الملوثات البيئية: قد تؤثر بعض الأدوية أو المواد الكيميائية على الخصوبة عند الطرفين سواء من خلال تأثيرها في الهرمونات أو في جودة الحيوانات المنوية أو في الإباضة. يُشترط دائما تقييم الأمر عبر مختصين.
تبقى عوامل العقم المشتركة مهمة لأنها قد تؤثر في الخصوبة لدى كليهما في آن واحد مما يجعل التعامل معها خطوة أساسية لفهم المشكلة.
اقرأوا عن:
متى ينبغي التفكير في استشارة مختص؟
قد يتأخر الحمل لأسباب بسيطة ولا يثير القلق لكن يلجأ بعض الأزواج إلى الاستشارة الطبية عندما تطول فترة المحاولة دون نتيجة، رغبةً في فهم الحالة بشكل أدق. تفيد الاستشارة إذا ظهرت لدى المرأة تغيرات واضحة في الدورة الشهرية مثل عدم انتظامها أو انقطاعها لأنها قد تشير أحيانا إلى اضطرابات في الإباضة. كما يُنصح بطلب تقييم طبي إذا وُجدت مشاكل صحية سابقة قد تؤثر في الخصوبة لدى أي من الزوجين سواء كانت هرمونية أو متعلقة بالجهاز التناسلي. في بعض الأحيان تكون الاستشارة مجرد خطوة للاطمئنان وتخفيف القلق وليست دليلا على وجود مشكلة فعلية إذ تساعد على تقديم معلومات موثوقة تمنح الزوجين رؤية أوضح حول وضعهما الصحي.
اقرأوا عن:
ما بعد الكلمات
يظل فهم العقم وعوامله خطوة أساسية لتخفيف القلق ومساعدة الزوجين على التعامل مع التجربة بثقة ووعي. قد أوضح هذا المقال أهم عوامل العقم الشائعة لدى النساء والرجال وأيضا العوامل المشتركة التي قد تؤثر في الخصوبة، إضافة إلى الظروف التي يكون فيها اللجوء إلى المختصين مفيدا لفهم الحالة بصورة أدق.
في هذا المجال، يعد مركز مام لـ أطفال الأنابيب في إيران من أكبر المراكز المتخصصة في علاج العقم في الشرق الأوسط ويستقبل سنويا آلاف المرضى من دول متعددة بفضل خبرته الواسعة وتقنياته المتقدمة. هذا وتتعاون وكالة كرفول تريب الدولية مع هذا المركز، والتي تؤدي دور حلقة وصل بينه والمرضى، مقدمة استشارات دقيقة وخدمات مساندة تشمل الاستقبال من المطار وتنسيق المواعيد وحجوزات الفنادق والتواصل مع العيادات مما يسهل رحلة العلاج ويجعلها أكثر تنظيما وطمأنينة.
اقرأوا عن:
المصادر
- https://www.nichd.nih.gov/: Infertility and Fertility
- https://www.cdc.gov/: Infertility: Frequently Asked Questions
- https://medlineplus.gov/: Male Infertility
- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/: Effects of lifestyle factors on fertility
اقرأوا عن:
الأعراض الجانبية لأدوية الخصوبة المحقونة (موجهات الغدد التناسلية)
