الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة عشرات الجيجابايتات من المعلومات آنيًا. ويمكن القول إن هذه التقنية قادرة على اقتراح أفضل الخيارات لمختلف القضايا بدقة وسرعة تفوقان قدرات العقل البشري. ومن هذه الحالات اختيار الحيوانات المنوية والبويضات والأجنة في مجال علاج العقم باستخدام طرق وتقنيات الإنجاب المساعدة مثل عملية أطفال الأنابيب. يحسن الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل البيانات الطبية والسريرية بدقة عملية اختيار الأجنة ويزيد من احتمالية نجاح علاجات العقم.
في هذه المقالة نعتزم توفير شرح مفيد من ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة لعملية أطفال الأنابيب لقرائنا الكرام. لذا، إذا كنتم مهتمين بالتكنولوجيا أو ترغبون في الحصول على معلومات حول تقنيات الإنجاب المساعدة، فتابعونا حتى نهاية هذه المقالة.
ما هي أنواع علاجات العقم؟
قبل الخوض في موضوع مساعدات وابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة وعلاج العقم دعونا نذكر أنواع علاجات العقم، ثم نخبرنا في أي الحالات يمكن أن تساعدنا هذه التقنية.
بشكل عام، أنواع علاجات العقم هي:
- العلاج الدوائي (تحفيز الإباضة، تنظيم الهرمونات)
- الجراحة (تنظير البطن، تنظير الرحم، تصحيح انسداد قناة فالوب، إلخ)
- التلقيح الاصطناعي (IUI)
- عملية أطفال الأنابيب (IVF)
- الحقن المجهري (ICSI)
- التبرع ببويضات أو حيوانات منوية أو أجنة
- الرحم البديل (استئجار الرحم أو الأم البديلة)
- تجميد واستخدام البويضات أو الحيوانات المنوية أو الأجنة المخزنة
ما هي أنواع علاجات العقم التي يقدم الذكاء الاصطناعي الدعم لها؟
يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي قادر على لعب دور فعال في معظم مراحل علاج العقم ويسهم في إحداث ابتكارات فعالة. باختصار تعد هذه التقنية فعالة في تقنيات الإنجاب المساعدة على النحو التالي:
- العلاج الدوائي
التنبؤ بأفضل جرعة دواء لكل مريض (نماذج علاج مخصصة)
تحديد احتمالية الاستجابة للدواء أو مقاومته
- الجراحة
مساعدة الجراح من خلال التصوير الذكي وتحديد الأنسجة بشكل أفضل في تنظير البطن أو الرحم
تدريب الجراحين باستخدام الواقع الافتراضي وأجهزة محاكاة قائمة على الذكاء الاصطناعي
- التلقيح الاصطناعي (IUI)
اختيار أفضل الحيوانات المنوية باستخدام خوارزميات معالجة الصور لزيادة فرص الخصوبة
- عملية أطفال الأنابيب (IVF)
اختيار أفضل بويضة وجنين من خلال تحليل الصور المجهرية
التنبؤ بنجاح عملية أطفال الأنابيب بناء على بيانات المريض
- الحقن المجهري (ICSI)
المساعدة في اختيار الحيوانات المنوية السليمة
توجيه أدق لعملية حقن الحيوانات المنوية
- التبرع بالحيوانات المنوية والبويضات والأجنة
المطابقة الذكية بين المتبرعين والمرضى بناء على الخصائص الجينية والسريرية
- الرحم البديل
مراقبة صحة الأم البديلة باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي (مراقبة الحمل عن بعد)
- تجميد الأجنة
تحسين خوارزميات إذابة وتخزين الأجنة لزيادة حيوية الخلايا
ما هي ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة؟
جدير بالذكر أن الأطباء حاليا يحددون الأجنة الأنسب للنقل من خلال مراقبة مظهر الأجنة وفحص عوامل مثل شكل الخلايا وكيفية انقسامها. تعتمد هذه الطريقة على خبرة الطبيب ومهارته وهناك دائما احتمال للخطأ أو الاختلاف. لكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قادرة على فحص آلاف صور الأجنة والتعرف على تفاصيل دقيقة للغاية لا يستطيع البشر رؤيتها. على سبيل المثال يمكنها تحديد الأنماط الخفية في نمو أو انقسام خلايا الجنين وبناء على ذلك توصي باختيار الجنين الأفضل مما يزيد فرص نجاح الحمل ويقلل الحاجة إلى تكرار عمليات أطفال الأنابيب، وتوفير الوقت والمال.
من ناحية أخرى لا تقتصر ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة على صور الجنين فحسب بل يمكنه أيضا تضمين معلومات إضافية مثل عمر الأم والحالة الهرمونية وتاريخ الخصوبة والحالات الطبية الأخرى في تحليله. بهذه الطريقة يقدم تنبؤا شخصيا لكل مريضة لاختيار الأجنة بدقة أكبر. هذا المزيج من البيانات والصور يجعل عملية اتخاذ القرار أسرع بل وأكثر علمية ومنهجية. في المستقبل قد تصبح أنظمة اختيار الأجنة الآلية القائمة على الذكاء الاصطناعي شائعة في مراكز علاج العقم مما يساعد الأطباء على اتخاذ أفضل القرارات. يمكن لهذا النهج أن يرسي معيارا جديدا في علاج العقم ويعزز أمل العديد من العائلات في إنجاب الأطفال.
ما هي فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة؟
لا تقتصر ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة على حد سواء بل تحقق فوائد عديدة في علاج العقم. من بين هذه الفوائد هي:
- زيادة دقة الاختيار: يمكن للذكاء الاصطناعي رصد تفاصيل دقيقة في نمو الجنين وانقسام خلاياه التي لا تراها العين البشرية.
- تقليل الأخطاء البشرية: لن يعتمد اختيار الأجنة على خبرة الطبيب ورأيه فقط.
- زيادة فرص نجاح الحمل: تزداد احتمالية نجاح عملية الزرع والولادة باختيار جنين أكثر صحة.
- تخصيص العلاج: يمكن للذكاء الاصطناعي أيضا تحليل معلومات المريض (العمر، والهرمونات، وتاريخ العلاج) والتوصية بالجنين الأنسب للشخص نفسه.
- تقليل عدد دورات (محاولات) العلاج: عندما يصبح الاختيار أكثر دقة تقل الحاجة إلى تكرار الدورات المكلفة والمرهقة.
- توفير الوقت والمال: تحقيق نجاح أكبر في دورات أقل يقلل من التكلفة والضغط النفسي على الزوجين.
- توحيد عملية الاختيار: ستكون نتائج اختيار الأجنة باستخدام الذكاء الاصطناعي أكثر اتساقا وتجانسا من القرارات البشرية البحتة.
- دعم الأطباء: يمكن للطبيب اتخاذ قرار نهائي أكثر دقة وثقة بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
نوفر لكم شرحًا شاملاً عن أحدث تقنيات أطفال الأنابيب في إيران.
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل أخصائيي الخصوبة؟
مع أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مساعدا فعالا للقابلات وأخصائيي الخصوبة، إلا أنه لن يحل محلهن بأية حال من الأحوال. تعتمد القبالة على الرعاية المتعاطفة والتواصل العاطفي مع الأمهات وهو أمر لا يمكن لأية تقنية أن تحل محله تماما.
إن ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة واستخدامه في القبالة سيكون مثمرا عندما تراعى الأبعاد الأخلاقية والإنسانية بالإضافة إلى الحفاظ على القيم المهنية. فهذه التقنية تعد مكملا ذكيا لتحسين رعاية القبالة وليست بديلا عنها.
ما هو مستقبل علاج العقم بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟
لن يتوقف مسار التقدم في علاج العقم مع التقدم العلمي المتزايد بما في ذلك ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة. ربما نشهد في المستقبل القريب أو البعيد تطورات مهمة سنشرحها بإيجاز أدناه:
- ذكاء اصطناعي أكثر تطورا: لن تقتصر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على اختيار الأجنة فحسب، بل ستحسن أيضا وتخصص عمليات التلقیح الاصطناعي، أطفال الأنابيب والحقن المجهري بأكملها، من التشخيص إلى النقل.
- تكنولوجيا الخلايا الجذعية: يتواصل البحث في إنتاج الأمشاج (الحيوانات المنوية والبويضات) من الخلايا الجذعية. قد تصبح هذه التكنولوجيا يوما ما حلا للأشخاص الذين يفتقرون إلى الأمشاج تماما.
- التشخيص غير الاجتياحي: سيعزز تطوير الاختبارات الجينية غير الاجتياحية للأجنة التي تستخدم سائل زراعة الأجنة ولا تتطلب خزعة من السلامة والكفاءة.
الخاتمة
لقد أحدث الذكاء الاصطناعي كتقنية، تغييرات هائلة في جميع أنحاء العالم ولكن ربما لم يخطر ببال أحد أن هذه التقنية ستصل إلى هذا التطور وستسيطر على الكثير من شؤون البشر اليومية.
ومن هذه التأثيرات الواسعة ابتكارات الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة، مما زاد بشكل كبير من معدل نجاح أساليب الإنجاب المساعدة، ويمكن القول إنه مع هذه التقنية ازدادت توقعات نجاح أساليب الإنجاب المساعدة بشكل ملحوظ.
على أي حال يمكن القول إن البشرية ستشهد تطورات واسعة في الذكاء الاصطناعي في المستقبل وستلمس تأثيره على مختلف جوانب حياتها. يأمل فريق كرفول تريب أن يكون هذا المقال قد أفادكم ونشكركم جزيل الشكر على دعمكم ومتابعتكم.
المصادر
- https://www.nhs.uk/: Treatment -Infertility
- https://ibj.pasteur.ac.ir/: Role of Artificial Intelligence in Infertility Screening and Treatment
- https://www.evewell.com/: The use of AI in fertility treatment
- https://www.nihr.ac.uk/: IVF success could be increased using AI tools
- https://www.sunflowerhospital.in/: How AI is Shaping the Future of IVF and Fertility Treatments