الإخصاب في المختبر عبارة عن تخصيب بويضات المرأة باستخدام الحيوانات المنوية لدى الرجل في بيئة مخبرية ومن ثم نقلها إلى رحم المرأة من أجل الحمل. منذ أول عملية إخصاب في المختبر، ولد حوالي 5 ميليون طفل في العالم وهذا يدل على كيفية تطورات هذه العملية عالميا. أما السؤال: ما هي آخر تطورات الإخصاب في المختبر في عام 2025؟
أخيرا، حاول البشر استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال من أجل اختيار أفضل أجنة للنقل إلى رحم الأم. أما هذه التطورات لن تقتصر على هذا، بل تقنيات حديثة مثل تقنية الرحم الذكي، تقنيات محسنة لتجميد البويضات والأجنة، اختبار الجينات قبل الزرع، تحليل قابلية بطانة الرحم، تعديل الجينات، جهاز زراعة مهبلية، الموائع الدقيقة لاختيار الحيوانات المنوية، العلاج بالخلايا الجذعية وتكوين الأمشاج في المختبر، هي كلها آخر تطورات الإخصاب في المختبر التي نريد أن نتحدث عنها في هذا المقال. فمن فضلكم ابقوا معنا حتى النهاية.
ما هو الإخصاب في المختبر؟
عملية الإخصاب في المختبر بمعنى تخصيب البويضات في بيئة مخبرية. في الواقع يعد الإخصاب في المختبر طريقة لعلاج العقم لدى الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الإنجاب لسنوات عديدة أو الذين يعانون من أمراض تتعلق بالجهاز التناسلي.
في هذه الطريقة يتم استخراج بويضات أنثوية ناضجة من المبيضين، ثم يتم دمجها مع الحيوانات المنوية الذكرية في طبق معملي للتلقيح. أخيرا، يتم نقل الأجنة المتكونة (البويضات الملقحة) إلى الرحم بعد نموها الناجح لتحقيق الحمل.
لمحة عامة عن تطورات الإخْصَاب في المُخْتَبَر عالميا
تم إجراء عملية الإخصاب في المختبر لأول مرة في العالم عام ١٩٧٨ في إنجلترا على يد روبرت إدواردز، الحائز على جائزة نوبل في الطب عام ٢٠١٠. ولدت لويز براون، الطفلة الناتجة عن هذا الإخصاب، عام ١٩٧٨. ومنذ ذلك الحين ولد حوالي ٥ ملايين طفل في العالم بهذه الطريقة. اليوم ومع تطور العلوم، تقترح طرق وتقنيات مختلفة لإجراء الإخصاب في المختبر نذكرها بإيجاز أدناه:
- التلقيح داخل الرحم: حقن الحيوانات المنوية المغسولة في الرحم
- التلقيح الصناعي: دمج البويضات والحيوانات المنوية في المختبر ونقل الجنين إلى الرحم
- الحقن المجهري: حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة
- الجراحة: إزالة الانسدادات أو تصحيح التشوهات
- العلاج بالليزر: يستخدم ليزرا منخفض الطاقة لزيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية وتحسين جودة البويضات.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في الرحم: لتحسين سماكة بطانة الرحم وجودتها
بالإضافة إلى ذلك يرى الخبراء أن تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة اليومية واتباع نظام غذائي صحي والحصول على قسط كاف من النوم، والإقلاع عن التدخين والكحول عوامل بالغة الأهمية لنجاح علمية الإخصاب في المختبر.
اقرأوا عن:
التأثير النفسي لأطفال الأنابيب
ما هي نسبة نجاح الإخصاب في المختبر؟
تزيد تقنيات ووسائل الإنجاب المساعد من فرص إنجاب الأطفال من خلال بعض الأدوية أو الحلول التي ذكرناها سابقا وهي تعد قسما من تطورات الإخصاب في المختبر، ولكن ما مدى نجاح هذه الطرق؟ جدير بالذكر أن معدل نجاح الإخصاب في المختبر يعتمد بشكل كبير على خبرة المركز الذي يلجأ إليه الشخص للعلاج. فكلما زادت خبرة وتخصص أطباء مركز علاج العقم وتحسن تعاون المريض معهم، ارتفع معدل نجاح الإخصاب في المختبر حيث سجلت بعض هذه المراكز معدل نجاح يتراوح بين 70% و80%. هذا يعني أنه من بين كل 10 مرضى يراجعون هذه المراكز، يتحقق حلم 8 أشخاص ويتمكنون من حمل طفلهم بين ذراعيهم.
هذا ومن أبرز هذه المراكز مركز مام لعلاج العقم في طهران، عاصمة إيران، الذي يلبي رغبات آلاف الأشخاص سنويا. فبفضل أطباءه المهرة وأجهزته المتطورة يحقق هذا المركز أعلى معدل نجاح شهري بين مراكز علاج العقم في الشرق الأوسط بنسبة تتراوح بين 65% و80%، ويعتبر رائدا في هذا المجال.
اقرأوا عن:
الإيجابيات والسلبيات للاختبارات الوراثية لعملية أطفال الأنابيب
ما هو آخر تطورات الإخْصَاب في المُخْتَبَر في عام 2025؟
مع النمو والتطور المستمرين في مجال الخصوبة تحل التقنيات الجديدة للإخصاب في المختبر محل الطرق القديمة باستمرار. سنذكر بعضا من هذه التقنيات أدناه:
اقرأوا عن:
الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة
في هذه الطريقة، يتم استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل صور وبيانات نمو الجنين. يختار النظام الجنين الأنسب لنقله إلى الرحم من خلال دراسة معدل انقسام الخلايا وشكلها ونمطها الأيضي. تزيد هذه التقنية من دقة اتخاذ الطبيب للقرار وتزيد من فرص نجاح الحمل.
تقنية الرحم الذكي والحاضنات المتطورة
تتحكم هذه الأنظمة رقميا في بيئة نمو الجنين وتحاكي ظروف الرحم البشري. يتم ضبط درجة الحرارة والرطوبة والغازات تلقائيا لتحسين جودة نمو الجنين. حتى أن بعض النماذج تحلل تغيرات الجنين لحظة بلحظة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تقنيات محسنة لتجميد البويضات والأجنة
تمنع طرق التجميد السريع الجديدة (Vitrification) تكون بلورات الثلج وتحافظ على بنية الخلية بشكل أفضل. سمح هذا التطور للبويضات والأجنة بالحفاظ على جودتها وخصوبتها بعد إذابتها كما زاد معدل نجاح علاجات العقم بشكل ملحوظ.
اختبار الجينات قبل الزرع
في هذه الطريقة، بدلا من أخذ عينة من خلايا الجنين يتم فحص الحمض النووي المطلق في السائل المحيط بالجنين. يتم ذلك دون الإضرار بالجنين ويتيح تشخيص الأمراض الوراثية أو التشوهات الكروموسومية بدقة عالية ودون مخاطر.
تحليل قابلية بطانة الرحم (ERA)
يحدد اختبار قابلية بطانة الرحم (ERA) جاهزية الرحم للزرع من خلال فحص نمط التعبير الجيني لبطانة الرحم. يساعد هذا التحليل الأطباء على تحديد الوقت الدقيق لنقل الأجنة ويزيد من فرص نجاح الحمل.
تعديل الجينات بتقنية CRISPR-Cas9
تتيح هذه التقنية للعلماء قطع وتعديل أجزاء محددة من الحمض النووي بدقة عالية. في علاج العقم يمكن استخدامها لإزالة الطفرات الجينية أو تحسين جودة الخلايا الجنسية على الرغم من أنها لا تزال تواجه تحديات أخلاقية وقانونية.
جهاز زراعة مهبلية (IVC)
بدلا من حفظ الجنين في حاضنة مختبرية تستخدم هذه الطريقة جهازا صغيرا يتم وضعه داخل المهبل. يهيئ هذا الجهاز بيئة طبيعية لنمو الجنين ويتيح اتصالا مباشرا بجسم الأم مما قد يحسن جودة نموه.
الموائع الدقيقة لاختيار الحيوانات المنوية
تستخدم تقنية الموائع الدقيقة قنوات مجهرية لفصل الحيوانات المنوية السليمة والنشطة. يتحكم النظام في تدفقات السوائل الدقيقة لاختيار أفضل خلايا الحيوانات المنوية من حيث الحركة وسلامة الحمض النووي مما يزيد من احتمالية نجاح الإخصاب.
العلاج بالخلايا الجذعية
تستخدم هذه الطريقة الخلايا الجذعية لتجديد أو تحفيز الخلايا التناسلية في المبايض أو الخصيتين. الهدف هو استعادة الخصوبة لدى الأشخاص الذين يعانون من العقم لأسباب مختلفة مثل العلاج الكيميائي أو التقدم في السن. لا يزال البحث في مرحلة التجارب.
تكوين الأمشاج في المختبر (IVG)
توليد الأمشاج في المختبر هي عملية تحويل الخلايا الجذعية إلى حيوانات منوية أو بويضات في المختبر. قد تمكن هذه التقنية الأزواج الذين يعانون من العقم أو حتى الأفراد الذين لا يملكون أمشاجا من إنجاب أطفال. مع ذلك لا تزال هذه التقنية في مرحلة البحث من منظور أخلاقي وسلامة الإنسان.
اقرأوا عن:
ما هو دور إيران في تطوير طب الإنجاب؟
إيران باعتبارها إحدى الدول الرائدة في مجال تطورات الإخصاب في المختبر بل يمكن القول إنها أصبحت من عواصم علاج العقم في العالم، لعبت دورا هاما في توسيع وتطوير طب الإنجاب خلال العقدين الماضيين. بفضل مراكز مثل مركز مام الذي لطالما كان رائدا في هذا المجال وابتكر علاجات جديدة، نجح هذا البلد في أن يصبح من رواد علاج العقم ليس فقط في الشرق الأوسط بل في جميع أنحاء العالم.
يشهد مركز مام، أحد أكبر مراكز أطفال الأنابيب في إيران والشرق الأوسط بنسبة نجاح تتراوح بين 70 و80%، حضورا ونشاطا لأطباء مثل الدكتور رضا نصر الذي يتعاون مع أكبر مراكز علاج العقم في العالم. بالإضافة إلى ذلك يعمل في هذا المركز الدكتور محمد حسين مظلوم فرد أخصائي المسالك البولية الأكثر مهارة والذي ابتكر مؤخرا طريقة علاج جديدة باستخدام الخلايا الجذعية لعلاج العقم عند الرجال.
بالإضافة إلى كل ما ذكرناه تعد إيران دولة تقدم جميع هذه الخدمات للمرضى بأسعار معقولة. تخيل أنك تحصل على خدمات على قدم المساواة مع تلك الموجودة في أوروبا أو الولايات المتحدة ولكن بسعر أقل حتى من العديد من جيران إيران.
ومن جهة أخرى فقد نشطت إيران على تعزيز التعاون الإقليمي في التدريب وتبادل الخبرات من خلال استضافة ورشات ومؤتمرات جمعت خبراء من دول الجوار. هذا التبادل العلمي أسهم في رفع مستوى الكوادر الطبية بالمنطقة ونشر ثقافة الابتكار الأخلاقي في طب الإنجاب.
اقرأوا عن:
ما بعد الكلمات
منذ إجراء أول عملية إخصاب في المختبر عام ١٩٧٨، شهدنا تطورات عديدة في مجال علاج العقم. لم تقتصر تطورات الإخصاب في المختبر على طريقة نقل الجنين إلى رحم الأم بل شهدنا أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي، وجراحة الليزر، وتقنية الرحم الذكي، وحتى تعديل الجينات، وكلها أمور فريدة وغير مسبوقة من نوعها.
في غضون ذلك ساهمت إيران بشكل كبير في تطوير الإخصاب في المختبر، وأصبحت مركزا رئيسيا لعلاج العقم بمراكزها التي تحتوي على أحدث الأجهزة وأكثر الكوادر الطبية احترافية.
بالإضافة إلى ذلك تسهم وكالات الخدمات والاستشارات الطبية مثل كرفول تريب بشكل كبير في تطوير علاج العقم. بطبيعة الحال عندما يقرر المريض السفر إلى بلد آخر لتلقي العلاج فإنه يواجه آلاف التحديات من العثور على سكن إلى حجز عيادة طبيب والتنسيق مع المختبرات والأطباء. كرفول تريب وكالة مبدعة ومبتكرة، بفريق من المستشارين والمتخصصين ذوي الاهتمام والاحترافية، تساعد المرضى على خوض رحلة طبية مريحة وآمنة وترشد آلاف المرضى من مختلف البلدان سنويا إلى مركز مام ليحققوا حلمهم بإنجاب طفل. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدا لكم وشكرا لمتابعتكم لنا حتى النهاية.
المصادر
- https://www.worldivfcentre.com/: The Latest Advances in IVF Technology: What’s New in 2025?
- https://www.sciencedirect.com/: Artificial intelligence in in-vitro fertilization (IVF)
- https://mefj.springeropen.com/: Innovations and challenges in modern infertility treatment
- https://link.springer.com/: Embryo selection, AI and reproductive choice
- https://onlinelibrary.wiley.com/: Recent Advances in Embryo Transfer in Assisted Reproductive Technology
اقرأوا عن: